

كويتنا

عهد الشيخ مبارك الصباح (1896-1915)
الشيخ مبارك بن صباح الصباح (1844 - 28 نوفمبر 1915)، حاكم الكويت السابع والمؤسس الحقيقي للكويت . تولى الحكم في 17 مايو 1896 ولقب بمبارك الكبير في عهده ازدهرت الكويت تجارياً وشيدت فيها أولى المدارس النظامية كما شيد في عهده أولى المستشفيات الطبية في الكويت ،تنص المادة الرابعة من الدستور الكويتي بأن جميع حكام الكويت من بعده هم من ذريته بأبنائه وأبناء أبناءه ، والدته هي لولوه بنت محمد بن إبراهيم الثاقب ابنة أمير الزبير.
حياته
ولد في مدينة الكويت وعند بلوغه الخامسة من عمره، بدأ بالتعلم، حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم إلى جانب تعلمه لبعض مبادئ الحساب ، وعندما بلغ الثانية عشر بدأ بتعلم الرماية وركوب الخيل .
وعند بلوغه تولى المهام العسكرية في بادية الكويت تحت حكم أخيه الأكبر الشيخ عبد الله بن صباح الصباح حتى وفاته عام 1892 ثم تولى الإمارة أخوه الآخر محمد بن صباح الصباح.
في عام 1871 استولت القوات العثمانية على القطيف والأحساء وشاركت الكويت في الحملة البحرية بـ 80 سفينة بقيادة حاكم الكويت الشيخ عبد الله بن صباح الصباح وقوات برية ترأسها الشيخ مبارك .
وفي عام 1892 قاد حملة عسكرية بأمر من محمد بن صباح الصباح على ماجد الدويش بسبب مهاجمته بعض القبائل في الكويت ، وفي نفس العام، قاد قوات دعم إلى رئيس قبيلة الظفير ابن سويط لدعمه في حربه على أحد قادة ظفير المتمردين على سلطته ، في 1893 كان رئيس الجيش الكويتي المرسل مع قوات الدولة العثمانية إلى شيخ قطر ، وفي نفس العام، قاد حملة عسكرية كان قد أمر بها شيخ الكويت ضد السعيد من الظفير الذين اعتدوا على قبائل كويتية، وقد تعقبهم حتى وصل إلى منطقة الخنقة وهزمهم واسترد كافة الممتلكات المسروقة ، وفي 1894 قاد قوة كويتية أرسلت لتلحق بني هاجر التي اعتدت على سفن كويتية واستولت على ما فيها، ولحقهم حتى وصل إلى القطيف وهزمهم واسترد جميع الممتلكات .
توليه الحكم
عندما تولى محمد بن صباح الصباح الحكم في 1892 خلفاً لأخيه الأكبر عبد الله بن صباح الصباح، استمر مبارك في مسؤولياته في شؤون بادية الكويت بينما تولى جراح الصباح شؤون الكويت المالية، إلا أن الخلافات نشبت بين مبارك وأخويه والتي انتهت بقيام مبارك بقتل أخويه في 17 مارس 1896 في صباح يوم 17 مارس 1896 جلس مبارك في الديوان العام ودعا أعيان الكويت في مجلسه وأخبرهم بوفاة أخويه وقد ذكر عبد العزيز الرشيد ذلك اليوم فقال "(لقد) برز وهو يمسح الدموع من عينيه ولا ندري أي دموع، أدموع الفرح والسرور أم دموع الأسى والحزن وقد يكون للسرور دموع كما للأسى" بعد مراسم الدفن بويع الشيخ مبارك أميراً للكويت.
وقد وصف معاصره عبد العزيز الرشيد فترة حكم مبارك في تاريخه فقال:
مبارك هو الكويت بأسرها وهو الذي رفعها على سواها من أترابها وأطار صيتها في سائر الأقطار، مبارك هو الذي ترك اسمها يجوب العواصم والمدن ويتخلل الأندية والمؤتمرات، فبه أشتهرت، وبه زهت، وكان عصرها في أيامه عصر الأمن والدعة، عصر القوة والهيبة، فقدت بفقده شجاعاً لا يهاب الموت والردى.
تولى الشيخ مبارك الصباح سدة الإمارة في الكويت في 13 مارس 1896 خلفاً لأخيه الشيخ محمد بن صباح الصباح أمير الكويت.
وبسبب الخلاف مع العثمانيين طلب مبارك الصباح الحماية البريطانية في سبتمبر من عام 1897 إلا أن طلبه قوبل بالرفض معللةً بأن بريطانيا لا ترى ضرورة في التدخل في شؤون المنطقة ، إلا أنها غيرت موقفها و وافقت على إبرام الاتفاقية في 23 يناير 1899 بسبب خشيتها من امتداد النفوذ الألماني الذي كان يسعى لمد سكة حديد من برلين إلى كاظمة شمال جون الكويت.
وكان من بنود الأتفاقية أن لا يقبل الشيخ مبارك وكيلاً أو قائم مقام من جانب أي حكومة وأن يمتنع عن منح أو بيع أو رهن أو تأجير أي قطعة أرض من أراضي الكويت لدولة أخرى بغير أن يحصل على إجازة من بريطانيا.
في عام 1901 هاجم الشيخ حمود الصباح و الشيخ جابر المبارك الصباح قبائل ابن رشيد من شمر في الرخيمة وغنموا غنائم عديدة.
في عام 1901 قام الشيخ مبارك بحشد قوات كبيرة للخروج إلى حائل عاصمة دولة آل رشيد والتقى مع عبد العزيز بن متعب بن عبد الله الرشيد في معركة الصريف في شمالي غرب بريده انتهت بانتصار قوات عبد العزيز الرشيد ، و في عام 1903 أغارت قوات مشتركة بقيادة كل من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود والشيخ جابر المبارك الصباح على سلطان الدويش في جو لبن بالصمان بسبب ميله لابن رشيد وغنموا 5,000 رأس من الإبل، و في عام 1910 حدثت معركة هدية بين مبارك الصباح و عبد العزيز بن سعود أمام ابن سعدون زعيم المنتفق ، وقاد القوات الكويتية الشيخ جابر المبارك الصباح ، و قد أغار على جيش السعدون الذي كان أكثر منهم ، فانهزموا و تركوا الكثير من الأمتعة و الإبل و الخيل للسعدون ، و قد سميت بذلك المعركة باسم معركة هدية .
أنشئت أول مدرسة نظامية في الكويت في عهده عام 1911 سميت بالمدرسة المباركية نسبة إلى اسمه.
و في عام 1912 قام الشيخ مبارك الصباح برفع قيمة الضرائب على التجار في الكويت ومنع الغواصين من الغوص معللاً بحاجته للرجال للدفاع عن المدينة والظهور بمظهر القوي ، واحتج كبار التجار على هذا القرار ، و قاموا بالهجرة إلى البحرين وهم هلال فجحان المطيري و إبراهيم المضف و شملان بن علي ، وندم مبارك على هجرة التجار فأرسل وفدا يحمل رسالة تتضمن الاعتذار لهم وحثهم للرجوع للكويت إلا أنهم رفضوا ، فأرسل ابنه سالم المبارك الصباح وقام بالاعتذار لهم فرجعوا إلى الكويت عدا هلال فجحان المطيري فقام مبارك بالذهاب إلى البحرين بمركبة البخاري مشرف وقابل شيخ البحرين عيسى بن على آل خليفة ورجع هلال معه إلى الكويت.
و في عام 1914م قرر مبارك الصباح رفع علم خاص به ، و ذلك بعد مناقشات حول العلم الذي سيخلف العلم العثماني بعد المعاهدة التي تمت مع البريطانيين في عام 1899م ، خاصة بعد نشوب الحرب العالمية الأولى التي كان الإنجليز والأتراك طرفين متناقضين فيها ، وبعد تعرض سفن أحد كبار التجار الكويتيين إلى اعتراض من البواخر الحربية البريطانية بسبب رفعها العلم العثماني وتهديدها للسفن الكويتية بالإغراق إذا ما استمرت في رفع العلم العثماني الذي يتناقض رفعه مع وجود معاهدة مبرمة بين البلدين ، وهو علم أحمر وفي وسطه كلمة كويت ، واختار من العلم ثلاثة أشكال ، مثلثا للإمارة ، ومربعا للدوائر الحكومية ومستطيلاً للسفن ، وقد مرت على هذا العلم بعض التعديلات الطفيفة ولكنه استمر حتى عام 1961م.